خلاصه ماشینی:
"و تمزج الروایة بین القضیة الفلسطینیة العامة و حیاة البطل الخاصة عند ما تصل سطوة الاحتلال الصهیونی إلی حد مداهمة منزله،و اتلاف محتویاته بحثا عن أسلحة،والقبض علی أبیه بتهمة حیازة الأسلحة و مساعدة المقاومة.
و تقدم الروایة رؤیة نقدیة لتجربة العمل الفدائی فی الأرض المحتلة،فی تلک المرحلة،التی انتهت باعتقال«المجموعة 877»،من خلال ما تعرض له البطل الفلسطینی و مجموعته من معوقات و عقبات یرجع اغلبها الی طبیعة العلاقات التنظیمیة بین قیادات الثورة الفلسطینیة و مجموعاتها العامة فی داخل الأرض المحتلة.
أحدثت روایة«السفینة»لجبرا ابراهیم جبرا،تجدیدا فی معمار الروایة العربیة،بجمعها بین الواقعیة و التعبیریة،بین انتقاء الصور المعبرة عن أحداث المأساة الفلسطینیة السابقة علی النکبة و تطورات القضیة الفلسطینیة و تداخلها فی مجری التاریخ و الازمنة و الشخصیات،و بین التعبیر عن انعکاس القضیة فی شخصیة بطل الروایة الفلسطینی«ودیع عساف»و فکره و سلوکه و علاقاته المتشابکة مع سائر الشخصیات و ذکریات النضال و الحیاة فی الوطن الفلسطینی.
لقد قدمت الروایة صورتین للفلسطینی الذی یواجه آثار نکبة فلسطین؛الفلسطینی المقاتل، و الفلسطینی المتخاذل الذی رضی بالاستکانة و انتظار خبز الاعاشة و حسنات الاغاثة،و تقلب فی العار و الذل للعدو و للظورف المعیشیة البائسة و الصورة الأخری للمقاتل الفلسطینی المتحدی القوی الذی تعمد بالدم و القتال و العنف،و حتی عند ما ساقه العدو الی ساحة الاعدام«اکتسی وجهه فجأة و بلا تردد بتلک الملامح الراعبة الجامدة و المتکبرة التی تتخذها عادة وجوه الذین یعرفون انهم سیموتون فی ساحة عامة و تحت انظار الناس جمیعا،و فی سبیل شیء یحترمه الناس کلهم.."