خلاصه ماشینی:
"إن نجاح عملیة السلام بما یتطلبه من تنازلات کبیرة من کلا الطرفین،و المجازفات السیاسیة الصعبة من جانب قادة المنطقة،یعتمد بشکل أساس علی قدرة کل طرف علی اقناع الآخر بأن التنازلات و المجازفات لا تستحق الإقدام علیها فحسب و لکنها أیضا لا تهدد أساسیات أمن الدول و القادة و الشعوب الذین یجب أن یقدموا تضحیات محددة لفترة قصیرة من أجل المکاسب المرتقبة فی المستقبل و علی هذا الاساس،فان من المهم لکل الذین لهم مصلحة فی السلام أن یفعلوا کل ما فی الامکان لتطمین قادة و شعوب الدول الأخری بنوایاهم الصادقة للسلام أو علی الأقل عدم القیام بأی عمل یمکن أن یؤدی الی تعقید الموقف القائم و من ثم،فإن من واجب قادة اسرائیل انتهاج السیاسات التی تقنع الدول العربیة و شعوبها بأن مطالبهم العادلة و المشروعة ستجد الاستجابة،و بالمثل فإن مسئولیة القادة أن یطمئنوا الشعب الاسرائیلی بأن بقاءه و شرعیته قد أضحت محل قبولهم،و أنهم أیضا یتفهمون مخاوف اسرائیل و احساسها بعدم الأمان،و انهم لم یعودوا یشکلون تهدیدا لأمنها.
و مع الاخذ فی الاعتبار أنه لیس واردا توقیع اسرائیل علی المعاهدة،کما لیس واردا أن تمارس علیها الولایات المتحدة أی ضغوط للتوقیع أو عقوبات فی حالة عدم التوقیع،فان السیاسة المصریة تبدو غیر ذات جدوی لأنها ستثیر الرأی العام الاسرائیلی و قد تؤدی للاساءة الی العلاقات مع الولایات المتحدة،و لکن حتی لو وافق الفرد جدلا علی أن هذه التکالیف السیاسیة لهذه السیاسة یقابلها ما یستحق، حتی بالرغم من أنها لن تحقق أغراضها،فاننا مازلنا نسأل إذا ما کان الموقف المصری و العربی ضد القدرة النوویة الاسرائیلیة المفترضة له معنی؟و استنادا علی تاریخ و نظریة العلاقات الدولیة،فان اعتراضات العرب علی القوة النوویة الاسرائیلیة المفترضة لیست ذات معنی."