خلاصه ماشینی:
"و مقابل ترکز النمو و المقابلات فی"القطب المتقدم" ،کان الرکود ایضا یتوطن و یتعمق فی البلدان المتخلفة اقتصادیا،و التی لم یحصل الکثیر منها علی الاستقلال السیاسی الاسمی عن الدول الاستعماریة القدیمة سوی فی اوائل الستینات،و تأخر البعض الآخر حتی منتصف السبعینات،و کان انخفاض عائد الصادرات الأولیة للبلاد المتخلفة و عدم الاستقرار السعری،و تدهور شروط التجارة أو معدلات التبادل الدولی لها یمثل آلیة رئیسیة لتحویل الموارد و مرکزتها فی العالم الصناعی الرأسمالی و لقد أدی توطن الرکود،و التأخر النسبی فی التحرر الوطنی من الاستعمار القدیم مع قیام ثورات مسلحة لهذا الفرض فی أکثر من بقعة(و لا سیما فی الجزائر و فیتنام)،أدی الی نتیجة استخلصتها بعض النخب و القیادات السیاسیة فی بلدان عدم الانحیاز: و هی ان الاتفکاک من اسار الرکود و من الارث الاستعماری فی آن واحد،مرهون بانتهاج سیاسة اقتصادیة جدیة قائمة علی فک الروابط الوثیقة مع الدول الاوروبیة،و بناء نوع من العلاقات الخاصة مع السوفیت،و اقامة نماذج للنمو الاقتصادی علی اساس من قطاع الدولة-بدلا من القطاع الخاص الضعیف اصلا،و موجهة نحو السوق المحلیة-بدلا من التوجه التصدیری الی الدول الاستعماریة السابقة،و هو ما یعنی الترکیز علی الصناعة بدلا من الزراعة و المعادن.
أما الاتجاه الاول فهو من البلاد المتخلفة اقتصادیا و القائمة علی طلیعة عدم الانحیاز و ما سمی بمجموعة السبعة و السبعین أو العالم الثالث،و اندفاعها بقوة" القصور الذاتی"و بحکم علاقاتها الوثیقة بالسوفیت، نحو محاولة تصحیح الخلل فی النظام الاقتصادی الرأسمالی العالمی الذی یعمل فی غیر مصلحتها: و خاصة انخفاض أسعار المواد الاولیة و مصادر الطاقة" النفط"بالاضافة الی ترکز التدفقات الرأسمالیة و التکنولوجیة و انتقال الطاقات الانتاجیة بین الدول الرأسمالیة المتقدمة و بعضها البعض،و استئثارها بها، من دون البلاد خارج الکتلتین(العالم الثالث)."