Abstract:
نالت الدراسات المقارنة حظاً من الذيوع والشهرة في الأوساط الأدبية إلا أنّ ما حَظيت به المقارنة بين الأدبين العربي والفارسي من الإهتمام لايزال ضئيلاً مُفتقراً إلی دراسات أوفی وأوفر. فانطلاقاً من هذا، تهتمّ هذه المقالة بدراسة الرؤية المستقبلية لدی الشاعرين بدر شاكر السياب العراقي (1964م-1926م) ونيما يوشيج الايراني (1959م-1897م) مِن خلال التأمل في مَشاعر الانتظار؛ كما تسعی وراء الكشف عَن القواسم المشتركة ووجوه التباين في رؤاهما الشعریة وأساليبهما الفنية ضمن تحليل قصيدَتَی«أنشودة المطر» للسياب و«داروگ» لنيما يوشيج. فأسباب المقارنة بین هاتین القصیدَتیَن تعود إلی أنّ «السیاب» و«نیما» یَعُدّان رائدی شعر التفعیلة فی الأدبین العربی والفارسی ؛ کما يتطلع كل منهما في قصيدته نحو غدٍ أفضل ومستقبل أمثل للوطن والمواطنين واقِفاً بِوَجْهِ القُوی الاستعمارية. فتتداعی كل قصيدة عند أختها حيثُ تتكرر لفظة المطر فيهما لترمز إلي أمل الشاعر فی نجاة المجتمع ممّا یعیش فيه مِن ظُروف بئيسة وعادات شنیعة؛فتُبرز القصيدتان الأبعاد الاجتماعية والسياسيّة بما فيها من تصوير حالات البُؤس والشقاء والألم لَدَی الشّعبين العراقي والايراني، فضلاً عمّا في القصيدتين مِن رُؤية مُستقبليّة و طموح واستشراف غد أفضل. من هذا المنطلق، تستعين الدراسة بالمدرسة الأمريكية في الأدب المقارن التي لا تُعير اهتماماً للتأثير والتأثّر بين الشاعرين كشرطٍ للمقارنة، مُعتمدة علی المنهج الوصفي- التحليلي.
Machine summary:
فتتداعی کل قصیدة عند أختها حیث تتکرر لفظة المطر فیهما لترمز إلی أمل الشاعر فی نجاة المجتمع مما یعیش فیه من ظروف بئیسة وعادات شنیعة؛فتبرز القصیدتان الأبعاد الاجتماعیة والسیاسیة بما فیها من تصویر حالات البؤس والشقاء والألم لدی الشعبین العراقی والایرانی، فضلا عما فی القصیدتین من رؤیة مستقبلیة و طموح واستشراف غد أفضل.
. أما نیما فقد قسم قصیدته إلی مقطعین ولم یأت فی کلا المقطعین بأسلوب إنشائی إلا فی النهایة؛ذلک أن الشاعر فی مستهل المقاطع یبث الشکوی عما یری من تخلف وظلم واستبداد، ثم یلتجئ إلی من ینقذه مما یعیش فیه من حزن وهم قائلا:«قاصد روزان ابری داروگ کی می رسد باران«أی» یا مبشر الأیام الممطرة!متی یهطل المطر؟فالشاعریأتی بالأسالیب الخبریة لیترک الزمان المناسب للمتلقی حتی یشاطره ویواسیه و یشارکه فیما یعیش فیه من أحزان.
فیصف الشعب المرزح تحت أثقال مشاکل الحیاة دون أن تتردد لفظة «إیران» علی لسانه: بربساطی که بساطی نیست/دردرون کومه ی تاریک من که ذره ای با آن نشاطی نیست/وجدار دنده های نی به دیوار اتاقم دارد از خشکیش می ترکد/ چون دل یاران که در هجران یاران/ داروگ کی می رسد باران؟ علی مائدة ولیست ( فی الحقیقة) مائدة وفی کوخ مظلم لا حیاة فیه ولا حیویة والحیطان القصبیة التی توشک أن تتلاشی من الجفاف کأنها قلب الأصدقاء (الذین سجنوا من قبل الحکام الغاشمین المستبدین) یتفجر لفراق أصدقائهم(الذین هم خارج السجن)،أسئلک ثانیة یا مبشر الأیام الممطرة!متی یهطل المطر؟ ( نیما یوشیج،1370ه.
دعا السیاب فی أنشودته إلی الثورة علی ما علیه الشعب العراقی من جهل وفقر مستفیدا من لفظة المطر الذی یوحی بالثورة.