Abstract:
خلّف سيد قطب فضلاً عن آثاره الإسلاميّة ديوان شعر يحتل الفزل أكبر مساحة منه.
أصبح سيد قطب مولعاً بغزل حافظ إثر قراءته لترجمة عربيّة لغزله سمّيت ب «أغانى
شيراز» أثرت فى نفسه حى النخاع. افتتن بأسلوبه التفزلى ومنهجه العرفانى حتّى
اکتسب شعره طابعا من غزل حافظط واصطبغ بصبغته. فشعر سید قطب بمجمله انعکاس
صارخ لغزل حافظ الحافل بالحب والحنان والإنسانيّة والمعرفة. هذا ويرى سيد قطب أن
لغزل حافظ مكانة مرموقة لدى الأدباء العرب» ذلك لأنه أعطى الشعر الوجدانى العربى
زخماً كبيراً وزاد فيه انتعاشاً وحيويّة يصمد بهما أمام تيارات الفسلفة الجارفة قوياً شامخاً.
وأمّا هذا المقال فهو إجراء دراسة مقارنة بين غزل الشاعرين الإيرانى والمصرى وهما
حافظ وسيد قطب. فإنه يهدف إلى دراسة تحليليّة للمضامين الغزليّة فى شعر حافظ
وسيد قطب مسلطاً الأضواء على جوانب مشتركة من غزلهما. مهما يكن من أمر فإن
أسلوبنا فى البحث فى هذا المقال يقوم على أساس «المدرسة الأمريكيّة» المتّبعة فى
مطالعات الأدب المقارن الجديدة
Machine summary:
خلفیة البحث لقد تمت لحد الآن دراسات موسعة حول سید قطب وأفکاره ورؤاه بشکل کتاب والمقالة یطول بنا ذکرها، ومن المفید أن نذکر بعض الکتب والمقالات التی تناولت نزعاته الأدبیة واتجاهاته النقدیة بالبحث والدراسة: فمن الکتب: «سید قطب؛ الأدیب الناقد» لمؤلفه عبدالله عوض الخباص(مکتبة المنار، 1983)، و«نظریة التصویر الفنی عند سید قطب» لمؤلفه صلاح عبدالفتاح الخالدی (دارالمنار، 1989)، و«سید قطب؛ حیاته وأدبه» لعبدالباقی محمد حسین(دارالوفاء، 1993)، و«سید قطب ناقدا» لکاتبه أحمد محمد البدوی(الدار الثقافیة، 2002)؛ ومن المقالات «سید قطب الکاتب المصری المعاصر(سید قطب نویسنده معاصر مصر)» لعلی منتظمی(مجله کلیة الآداب لجامعة طهران، 1375ش)، «(نظرة إلی مراحل وخصائص النقد الأدبی لسید قطب (نگاهی به مراحل و ویژگیهای نقد ادبی سید قطب)» لخلیل پروینی وحسین چراغیوش(مجلة الجمعیة الإیرانیة للغة العربیة وآدابها، 1385ش)، «قیاس خاصیة تنوع مفردات فی الأسلوب: دراسة تطبیقیة لنماذج من کتابات محمد مندور وسید قطب ومحمد غنیمی هلال» لهومن ناظمیان(مجلة اللغة العربیة وآدابها، 1427ق)، «سید قطب وتراثه الأدبی والنقدی» لحسن سرباز(مجلة اللغة العربیة وآدابها، 1431ق)، «خصائص التصویر الفنی فی شعر سید قطب» لکمال أحمد غنیم وحنان أحمد غنیم(مجلة الجامعة الإسلامیة (سلسلة الدراسات الإنسانیة)، 2008م).
وهذا ولم یتم إلی حد الان حسب علمنا دراسة مقارنة بین حافظ وسید قطب، فیعد هذا المقال أول خطوة قطعناها فی هذا المجال وهی بطبیعة الحال تستطیع أن تکون حجر الأساس للبحوث والدراسات الأقوی فی مجال الأدب المقارن خاصة حول سید قطب وشعره فیما بعد.
3- رؤیة إیجابیة نحو العالم: ذهب سید قطب عبر مقارنة أجراها بین حافظ والخیام إلی أن الشاعرین یتفقان فی أمر ویختلفان فی أمر آخر؛ فأما الذی یشترکان فیه الشاعران هو أنهما یریدان الکشف عن سر الکون بأسلوبهما المختلف، إذ أن الوقوف علی الغیب لا یتم إلا بالکشف عن سر الوجود.