Abstract:
تحدّث الکاتب حول عبارة (آخذ بقولک) الواردة فی بعض الزیارات من جهتین: الأولی: کانت حول الإلزامات الشرعیة وفرض تعارضها مع المصالح الشخصیة؛ حیث لا بدّ من تقدیم الدین. والثانیة: حول الرخص الشرعیة والأخذ بها والتصلّب فی ترکها.
ثم تحدّث حول عبارة (مع إمام منصور) الواردة أیضاً فی بعض الزیارات وتحدّث حول الاعتداء والافتراء الواقعین علی الإمام الحسین، وأوضح کیفیة أن یکون الإمام الحسین منصوراً بالإمام المهدی.
Machine summary:
لنتذكّر- أيّها الإخوة- أنّ صورة التديّن الّتي عندنا قد لا يكون لها باطن، وأنّ التديّن سطحيّ وغير متجذّر، كما نبّه على ذلك الإمام الحسين في المأثور عنه: «إنّ الناس عبيد الدنيا، والدين لَعْق على ألسنتهم يحوطونه ما درّت معائشهم، فإذا محّصوا بالبلاء قلّ الديّانون»، نعم غالب الناس كذلك، يتمحورون حول الدنيا، وتكون قطب رحاهم، وهي عبارة عن الهوى والمشتهيات، وليست الدنيا التي تقابل الآخرة؛ فإنّ في الدنيا ما يوصل إلى الله تعالى، وفيها ما يخلد به إلى الأرض، ثمّ الدين عند أولئك ما هو إلا لحسة، في مبالغة للقول بأنّ التديّن لا يتجاوز الشفتين، وأنّه قول من دون أن يأخذ محلّه من السلوك والتصرّف، وإذا ما رأيت في الخارج بأنّ هناك نحواً من الحياطة والحفظ من مثل أولئك لدينهم- فلا تتوهّم أنّهم يحوطون دينهم؛ فإنّ عبد الدنيا قد يحفظ دينه ويعضّ عليه بالنّواجذ في بعض المواقف والمحطّات، ولكن هل ذلك لأجل الدين أو لأجل الدنيا؟ إنّ حياطة الدين لا تتقاطع دائماً مع حياطة الدنيا، فقد يحوط دنياه بدينه، فإذا ما رأيته يحوطه في يوم من الأيام أو في مساحة معيّنة فهو لا يحوط إلا دنياه، ولا تظهر حقيقة الحال إلا عند البلاء، أي عندما تصل البلية إلى حفظ الدنيا، ولا يمكن حفظها إلا بذهاب الآخرة أو الدين، فهل يحفظ دينه، أو يحفظ دنياه؟ والجواب العملي من أولئك إنّه لا محلّ للدين أصلاً!!