Abstract:
السیمیائیة منهج جدید یسهم إسهاما کبیرا في فهم النص وخبایاه بعد تجاوز الظاهر العلاماتي للنص؛ وتتسم الدراسة السیمیائیة بالحرص الشدید علی فهم النص وفهم العلامة الأدبیة، وهي علاقة جدلیة مع النص للنفاذ إلی الکنه النصي، وأیضا تعطي الفرصة لکشف أعمق عما یحتویه النص الأدبي؛ وتتأتی أهمیة الدراسة السیمیائیة من دورها في استنطاق النص واستجلاء الحقیقیة النصیة، ومما لا یخفی علی الجمهور هو أن النص في صورته الظاهراتیة أیقونة من العلامات، والمنشيء یغطي المعاني والمقاصد بغلالات من الغموض والإبهام، من دون أن یقدمها علی طبق من الذهب للمتلقي، مما یجعل السیمیائیة تحظی بهذه المکانة السامیة عند المشتغلین بتحلیل النصوص، نظرا لدورها الکبیر في فهم النص وفهم مقاصده وإزالة المسافة بین النص وبین المتلقي. منهج عصام واصل السیمیائي منهج متکامل في الدراسة السیمیائیة تبناه الناقد، عصام واصل، من المناهج والمدارس السیمیائیة المختلفة وأسقطه علی مجموعة من القصائد في کتاباته النقدیة، وهذا المنهج خلیط واعي بین طروحات رواد السیمائیة في الخطاب الغربي وما جاء في الخطاب النقدي العربي المعاصر. یحاول هذا البحث دراسة قصیدة طائر یقبل من مذبحة من دیوان سید الوحشتین؛ والمنهج المتتبع في هذه الورقة التي تعکف علی قصیدة علي جعفر العلاق بالفحص والتحلیل، هو منهج عصام واصل السیمیائي؛ وتأتي أهمیة البحث من دور السیمیائیة في فهم النص وبلوغ الوعي الحقیقي عن هذه القصیدة الثوریة من جهة، ومن جهة أخری تنطلق عن الصلة العمیقة بین شعر العلاق ومنظوره الرؤیوي والواقع المعیش، مما یستوقفنا للوقوف عنده بالفحص والتحلیل. هذه القصیدة من أشهر قصائد العلاق، وهي تطفح بالإشارات والشفرات الجمالیة والروافد المختلفة، وتتمتع بالعمق السیمیائي، وتقودنا إلی الوعي الثقافي والحضاري لعلي جعفر العلاق. تشیر النتائج إلی أن الجمل البدئیة والاختتامیة تتمتع بالخاصیة السیمیائیة البارزة ویستخدم العلاق في هذا النص الشعري المکونات الخطابیة المختلفة للتعبیر عن الحالة المأساویة للعراق تحت الاحتلال الأمریکي، وفي المستوی العمیق من الدراسة تبین أن هذه القصیدة عارمة بالرافد التراثي، واستخدم الشاعر في منظومته الشعریة المنسجمة المتکاملة، مجموعة من الرموز المختلفة المرتبة بالحضارة الآشوریة والرموز الخاصة ببلاد الرافدین، للتعبیر عن مأساة الواقع العراقي، ونری المسار الصوري المتنامي في التعبیر عن سلبیة الواقع العراقي أو فاعلیة المرحلة الزمنیة قبل الاحتلال والمربع السیمیائي المتکون من الألفاظ والصور الشعریة والتراکمات الخطابیة لا یخرج عن إطار التشاکل في الحالة السلبیة أو التشاکل الدلالي المرتبط بالمرحلة الزمنیة قبل العاصفة الأمریکیة أو المفارقة والضدیة بین المرحلتین المختلفتین وفق النص الشعري.
Semiotics is one of the new critical approaches whose task is to study the sign system of the text or discourse and the anatomy of the text and discourse at the level of symbols and signs. In fact, it is a critical attempt delving into the textual abyss to reach the textual truth, which is the meaning and the textual embodiment after overcoming the apparent sign of the text or discourse. This study aims to investigate the poem ‘A Bird Accepted a Massacre’ by Ali Jaafar Al-Alaq, from the Diwan of Sayyid Al-Wahshetin (2006). The analysis is done using Issam’s integrated theory for reaching full awareness of this poem by relying on the semiotic method and in the various sub-axes. This poem overflows with signs, symbols, and semiotic characteristics, from the title to the last word. Ali Jaafar Al-Alaq, besides employing civilization and civilizational and cultural references and data in his poetry is very keen on linguistic selection and employing the vocabulary in his poetry stemming from awareness and knowledge of the function of language and vocabulary.In fact, the poet establishes the relations and bonds between his poetic text and between the recipient and the poem. It enjoys a delicate poetic awareness and has many semiotic energies from the title as the richness of the text to the text. The poet in this poem is very keen on poetic expression of the predicament and abysmal Iraqi reality as a result of the brutal aggression. What draws attention, as revealed by the semiotic act, is the semantic relationship between the title and the poetic text in the relationship, as we notice in the poem. This title with semantic charge and abundant semiotic energies, which is a shorthand for the connotations inherent in the text and semiotic awareness, reveals that the poet, by formulating this title, expresses the states of labor, the exit from the whirlpool and the massacre, the moment of joy and openness, and the perpetuation of life in the land of Iraq after defeating the factors of occupation and siege. The conclusions in this poem with the semiotic property and the organizational structure of the sentences and the textual structures of this poem serve the purposes of the text and enhance the connotations emanating from the symbols and connotations.When studying the global structure of the poetic text, we see the three sides at the level of textual factors between the sender, the assistant, and the opposition. The rhetorical groupings consisting of various words and signs associated with the textual representatives and the semantic field associated with death and life through the exploitation of suggestive words and according to the semiotic square of Grimas were observed. The results of the study also showed the relationship based on the formation of the negative level and the negative state of the land as a result of war and aggression.
Machine summary:
یحاول هذا البحث دراسة قصیدة طائر یقبل من مذبحة من دیوان سید الوحشتین؛ والمنهج المتتبع في هذه الورقة التي تعکف علی قصیدة علي جعفر العلاق بالفحص والتحلیل، هو منهج عصام واصل السیمیائي؛ وتأتي أهمیة البحث من دور السیمیائیة في فهم النص وبلوغ الوعي الحقیقي عن هذه القصیدة الثوریة من جهة، ومن جهة أخری تنطلق عن الصلة العمیقة بین شعر العلاق ومنظوره الرؤیوي والواقع المعیش، مما یستوقفنا للوقوف عنده بالفحص والتحلیل.
تشیر النتائج إلی أن الجمل البدئیة والاختتامیة تتمتع بالخاصیة السیمیائیة البارزة ویستخدم العلاق في هذا النص الشعري المکونات الخطابیة المختلفة للتعبیر عن الحالة المأساویة للعراق تحت الاحتلال الأمریکي، وفي المستوی العمیق من الدراسة تبین أن هذه القصیدة عارمة بالرافد التراثي، واستخدم الشاعر في منظومته الشعریة المنسجمة المتکاملة، مجموعة من الرموز المختلفة المرتبة بالحضارة الآشوریة والرموز الخاصة ببلاد الرافدین، للتعبیر عن مأساة الواقع العراقي، ونری المسار الصوري المتنامي في التعبیر عن سلبیة الواقع العراقي أو فاعلیة المرحلة الزمنیة قبل الاحتلال والمربع السیمیائي المتکون ــ تاريخ التسلم: 9/1/1400ﻫ.
ولا نبالغ القول، إن قلنا عصام واصل هو الذي طالع حصیلة الجهود النقدیة للنقاد العرب والنقاد الغربیین، وتبنی فکرة مارسلو داسکال في تحدید الاتجاه السیمیائي إلی التواصلي والدلالي والتعبیري، وتمکن في النهایة من بلوغ الانجاز النقدي في الدرس السیمیائي، وعرض لأول مرة منهجا سیمیائیا منسجما ومتکاملا، وأسقطها في المحاور الفرعیة المختلفة علی مجموعة من قصائد الشاعر والناقد عبد العزیز المقالح، واعترف الناقد في مقدمة کتابه بالعقم المعرفي والمنهجي في مجال الدرس السیمیائي، واعتبر خطوته ومنهجه محاولة حقیقیة ومبارکة في مجال الدرس السیمائي وفي الخطاب النقدي المعاصر، وهذا هو المنهج المتتبع في دراسة شعر علي جعفر العلاق.