Machine summary:
"تلک کانت العقیدة السائدة ، لیس غیر الأزهر معهدا , ولیس غیر ما فیه منعلوم علما , ولا غیر الأزهریین علماء ، لذلک أبی ما کان یریده منه المصلحون ،فاضطروا إلی إنشاء مدارس یراد منها ما کان یراد منه ، فعلوا ذلک وهم یعلمون أنهلا یجدی إلا قلیلا ، لأن الأزهر لما له من المکانة الدینیة والتاریخیة فی الأمة هوالمسموع الکلمة , والنافذ الرأی فیها , والمعلم الموثوق به عندها فی شأن الدین ،فعقیدتها عقیدته ، وآراؤها فی الحیاة والاجتماع آراؤه ، وإن هذه المدارس التی تنشأبجانبه لیست لها هذه المنزلة فلا تؤثر الأثر المطلوب ، ولکنهم فعلوا ذلک ریثمایفیء إلیهم لیکون الإصلاح به تاما وشاملا .
وجد الأولی أمما مکسالا تألف الدعة والراحة , وقد أشربت نفوسها شیئا منمعانی الیأس والقنوط ، فهی نائمة تغط غطیطا لا تکاد تصحو أو تفیق , وأما الثانیةفهی أمم ذات عزائم وذات جلد ، تألف التعب والجهد ، وهی آملة متطلعة تبسمللحیاة وتبسم الحیاة لها , وبحث فی علة ما فی الشرق من أمراض ؛ فوجد منبعض أسبابها تلک العقائد والآراء التی أدخلتها الفرق المختلفة من المتصوفة وغیرهمعلی الإسلام ولیست منه فتأصلت فی نفوس الشرقیین , وآتت أکلها الخبیثالمستوخم , فذلک الإصلاح سیجتث هذه العقائد الباطلة من الأمة ویحل محلها العقائدالإسلامیة الصحیحة التی تدعو إلی الجد والعمل والمثابرة والجهاد فی هذه الحیاة ,وسیعد الأزهریین لیکونوا عونا علی ذلک ، فهم معقد الأمل لهذه المهمة ومناط الرجاء ,وسأمثل لبعض هذه الآراء لیعلم الناس أی خیر یحل بالأمة ، وأی شر یرفع عنها ،وأی برکة تنزل ، وأی وباء یزول ، إذا أدخل هذا الإصلاح ."