Machine summary:
"و قد قادنا التحلیل المستند للمعطیات التاریخیة إلی عدد من الاستنتاجات،أبرزها أن حیز التماثل و التشابه من حیث التشکل الاجتماعی للطوائف اللبنانیة هو أکبر بکثیر من حیز الاختلافات و التمایز،و أن الاضطهادات التی یلوح بها کتاب طائفیون کانت أعنف و أخطر بین طوائف الدین الواحد مما کانت علیه بین المسلمین و المسیحیین1:فقد عاش سکان المقاطعات اللبنانیة فی إطار نظام مقاطعجی و غیر طائفی منذ القرن الأول للفتح العربی الإسلامی و حتی بدایات القرن التاسع عشر،و کانوا مشروع شعب واحد قید التحقق،و تاریخ واحد،و بنیة اقتصادیة اجتماعیة ثقافیة واحدة؛و لم تتفکک هذه الوحدة إلا ابتداء من العقد الثالث من القرن الماضی،بفعل کارثة التدخل الأجنبی التی أنتجت القائمقامیة کشکل رسمی لتنظیم طائفیة الطوائف فی زمن الحرب،ثم المتصرفیة حیث خضعت الطائفیة إلی قنونة فی زمن السلم،نقلتها من المستوی الاجتماعی (1)مسعود ضاهر،«الجذور التاریخیة للمسألة الطائفیة اللبنانیة»معهد الإنماء العربی،ط 2، بیروت 1984،ص 280.
و کانت الأرض هی وسیلة الإنتاج الرئیسیة فی جمیع الأراضی العثمانیة بما فیها المقاطعات اللبنانیة، و قد أدی اتباع نظام التزام الضرائب مقابل الحصول علی حق التصرف بالأرض إلی ترکیز و دعم النظام المقاطعجی اللبنانی،حیث عاش سکان المقاطعات اللبنانیة فی إطار علاقة استبدادیة معقدة:عامة الناس من فالحین و مزارعین و حرفیین و صناع مرتهنون لإرادة الزعماء المقاطعجیین یقدمون لهم الفروض المقاطعجیة التی تتمثل فی دفع الضرائب علی أنواعها و تقدیم الهدایا و جزءا من إنتاجهم،و القیام بالسخرة فی بناء منازل و قصور المقاطعجیین،و احتطاب حاجتهم للتدفئة،و غیر ذلک من (1)المعنیون کانوا دروزا،و الشهابیون کانوا فی البدء سنة،ثم سرعان ما تنصر العدید من أمرائهم الحاکمین،و مع ذلک،استمرت الدولة العثمانید بتولیة الأمراء الشهابیین،و بتسمیة إمارة الجبل«بإمارة الدروز»المرجع: -Testa Baronde,ẓRecueil des Traite?s de la Porte Ottmane avec les Puissances Etrange?resẒ,Paris,1892-1894,T 3,p."