خلاصه ماشینی:
"إن من الولاة من یعملون لدولتهم، و منهم من یعملون لأمتهم، فالعاملون للدولة هم الذین یجعلون همهم حفظ سلطانهم، و تثبیت أقدامهم، و توجیه کل شیء إلی أنفسهم و أبنائهم و أهلیهم، أما العاملون لأمتهم فسواء علیهم أثبتت فی الملک و السلطان أقدامهم أم تزلزلت، فإنما یرجون الصلاح و الخیر لهذه الأمة، و یرتادون لها الطیبات، و یحرصون علی أن یکونوا فیها خلفاء الله حقا، فهم خدامها المخلصون، و وکلاؤها الناصحون، لا یذکرون أنفسهم، و لا یحفلون بأشخاصهم و لا یدورون مع أسالیب السیاسة حیث دارت، ولا یلتعوون مع أهوائها حیث التوت، أولئک مثل الحکم الصالح، و ألویة القیادة الرشیدة الموفقة، و منابع الخیر و الیمن یفیض الله بها علی من یشاء و کذلک ـ لعمر الحق ـ کان أبوالحسن، فإنه لمن الراشدین الموفقین الذین أدواالأمانة، و نصحوا لله و رسوله و للمسلمین، و عاشوا لله، و ما توا فی سبیل الله، و لم تأخذهم الدنیا ببریقها الخادع، و سرابها اللامع، و ما کان ابن أبی طالب بغر یجهل أفانین السیاسة، و لا بنکس یضعف عن تحمل التبعات، ولو شاء لکان ملکا جبارا یبطش بأهل عداوته، و یتلطف لأهله و خاصته، و لکنه آثر الله، و ابتغی ما عنده، فکان لدینه و أمته، و لم یکن لملکه و دولته."