خلاصه ماشینی:
"و نحن مع هذا غیر یائسین، (إنه لاییأس من روح الله إلا القوم الکافرون) فلعل من بوادر الخیر أن العالم کله أجمع علی استنکار القوة یوم کشرت فی الشرق عن أنیابها، و تعرت من ثیابها، و أن هذا الاستنکار اتخذ طابع الحزم و العزم حتی وقف العدوان، و کف الطغیان، و تراجعت الحراب، و عاد السیف إلی القراب، ثم لعل من بوادر الخیر کذلک أن الشر قد استکمل أدواته، و استعد لنزواته، و تبین للناس مدی خطره ، فأصبحوا یخافون بأس الحروب المقبلة – لا أقبلت – أن تأتی علی الدنیا بأسرها، لا علی بعض أقطارها، و ها هی ذی أصوات العلماء و العقلاء تتجاوب منذرة محذرة، فتصغی إلیها الأفئدة خافقة، و النفوس مشفقة، و إن الخوف لأول أسباب الأمن، و ربما جاء الشر بالخیر، (و عسی أن تکرهوا شیئا و هو خیر لکم ، و عسی أن تحبوا شیئا و هو شر لکم، و الله یعلم و أنتم لاتعلمون).
* * * اللهم أنت السلام ، و منک السلام، تبارکت یا ذا الجلال و الاکرام، نعوذ بنور وجهک الذی أشرقت له الظلمات، و صلح علیه أمر الدنیا و الاخرة أن تنزل علینا غضبک ، أو تحل بنا سخطک ، لک العتبی حتی ترضی، و لا حول و لا قوة إلا بک."