Abstract:
المقالة تتعرض الی مسألة ابتلائية مهمة وهي الإفطار باعتقاد
دخول الليل، وذکر الكاتب اختلاف الفقهاء ف حکم المسألةء كما
ذكر طائفتين من الروايات تختلف في الحكم، وذكر أربع وجوه
للجمع بينها ولم يقبلهاء ومع استقرار المعارضة، ذكر ثلاث
مرجحات، اختار منها الترجيح بوافقة الكتاب، والنتيجة التي
توصّل إليها هي وجوب القضاءء ولا أقل من الاحتياط.
Machine summary:
[مسألتنا ومحلّ الكلام] فإذا أفطر الصائم باعتقاد دخول الليل ثمّ انكشف عدمه فهل يوجب ذلك القضاء أم لا؟ قال الإمام الخوئيّ قدس سره : "اختلفت كلمات الفقهاء في هذه المسألة اختلافاً عظيماً، ولا تكاد تجتمع على شيءٍ واحدٍ، كما أشار إليه في الجواهر والحدائق، بل لم يعلم المراد من بعض الكلمات- كالشرائع- حيث عبّر بالوهم، ولم يُعلم أنّه يريد به الظنّ أو الشكّ أو الجامع بينهما، وفصّل بعضهم-كابن إدريس- بين الظنّ القويّ والضعيف-إلى أن قال قدس سره - حتى أنّه نُسِب إلى فقيهٍ واحد قولان في كتابين، بل في كتابٍ واحد"( ).
(2) وقد يجمع بين الطائفتين على مستوى عقد الوضع بحيث يرتفع التعارض باختلاف موضوعَيّ كلٍّ من الطائفتين بأنّ الموثّقة الدالّة على إثبات القضاء موضوعُها اعتقاد أنّ السحاب هو الليل؛ لاشتباهه به نظراً لاسوداده، فلا يلتفت للسحاب، إذ يقول السائل: "فِي قَوْمٍ صَامُوا شَهْرَ رَمَضَانَ، فَغَشِيَهُمْ سَحَابٌ أَسْوَدُ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَرَأَوْا (فَظَنُّوْا) أَنَّهُ اللَّيْلُ"، لا أنّهم اعتقدوا دخول الليل بسبب السحاب، بل نفس السحاب الأسود حسبوه ليلاً، ففيه ذكر الإمام علیه السلام بأن وظيفتهم القضاء، وأمّا ما دلّ على نفي القضاء فموضوعه اعتقاد تحقّق الليل بسبب وجود السحاب بحيث يكون الشخص ملتفتاً لوجود السحاب فيتخيل دخول الليل بسبب السحاب( ).
وثانياً: أنّ المسألة وإن كانت محل خلاف بينهم، كما نصّ على ذلك ابن رشد (الحفيد)، حيث قال: "ومن هذا الباب اختلافهم فيمن ظنّ أنّ الشمس قد غربت، فأفطر، ثمّ ظهرت الشمس بعد ذلك هل عليه قضاء أم لا؟"( )، إلا أنّه بمراجعة بعض مصادرهم يتّضح أنّ القول بوجوب القضاء هو قول المالكيّة والحنفيّة والشافعيّة والحنابلة( )، ما يعني أنّه ليس رأيّاً لخصوص رؤساء المذاهب، بل هو رأي العلماء من كلّ هذه المذاهب، ومع وجود الخلاف فالعبرة في الترجيح إنّما هو بمخالفة المعاصر منهم لزمن النصّ، كمالك وأبي حنيفة بالنسبة إلى الروايات عن الباقر والصادق‘، كما في روايات مسألتنا، فلا ينظر لرأي مَن تأخّر منهم عنهما‘.