Abstract:
كانت الأساطير نوعًا من أنواع المعتقدات ولمدّةٍ طويلةٍ كان تُؤمن بها شُعوب الأمم والبلاد أو حتّى أكثر من ذلك وعدّوها دينهم وصحائفهم. فالأسطورة والرمزيّة هي أداة لتعميق معنى الأعمال الأدبيّة وكشف المفاهيم في الحالات غير الظاهرة. محمّد محمّد علي وإبراهيم الكوني الكاتبان المعاصران من ثقافتَين مختلفتَين، تَمتلئ لغة أعمالهما بالأساطير والرموز، وهذه المقالة في صَدد بحث قصة «آدم وحوا» لمحمّد علي و «رباعيّة الخسوف: الواحة» لإبراهيم الكوني بمنهج تحليلي – توصيفي، وبالاستناد إلى إعادة البحث التطبيقي العملي –التحليل المقارن الأمريكي- لإبراز أهمّية الدور الذي يستطيع الأدب المقارن أن يؤدّيه في فهم النصوص الأدبيّة. تظهر نتائج البحث أنّ هاتَين الروايتَين كُتبتا بِناءً على أساس لغة الأساطير والرموز، وقد استُخدمت الرموز والأساطير البشريّة وغير البشريّة في كلا العملَين. ابتدعَ محمّد علي في كتابة قصّته مصادرَ أسطوريّة دينيّة تَتعلّق بآدم وحوا بترتيبٍ جميلٍ وبصيغةٍ جذابةٍ للقرّاء. حاول الكوني إبراز المفاهيم العميقة في وصف مكان البيئة الصحروايّة وزمانها في هوامش قصّته. من بين الأساطير والرموز الشائعة والبارزة في هذين العملَين، شخصيّات أسطوريّة، الشيخ غوما والساحران في رواية «رباعيّة الخسوف الواحة» وآدم وحوا وقابيل في رواية «آدم وحوا» والحيوانات والأمكنة الأسطورية في كلا القصّتين. يُحاول كلّ من محمّد علي وإبراهيم الكوني تذكير الجميع بضرورة إحياء الأسطورة من أجل اكتساب الهويّة الوطنيّة لبلديهما ورَبط الماضي بالحاضر، وقد نَجحا في ذلك.
Machine summary:
علم الأساطير والرموز، محمّد علي، آدم وحوا، إبراهيم الكوني، رباعيّة الخسوف: الواحة المقدمة نشأ الأدب المقارن لدراسة الأداب القوميّة الأوروبيّة من حيث علاقاتها التاريخية المتبادلة عبر الحدود الّلغوية، بعد الخروج من الفكر الشمولي القائم على الاحتواء أو الإقصاء، والانتقال إلى الفكر القوي القائم على الفرديّة داخل الجماعة.
أسئلة البحث والفرضيات الأسئلة المطروحة في البحث تتلخّص في السطور التالية: - كيف وظّفَ إبراهيم الكوني الأسطورةَ في رواية الخسوف: الواحة ومحمّد علي في رواية آدم وحوا؟ - ما هي الأساطير والرموز الأسطوريّة التي وظّفها إبراهيم الكوني في رواية الخسوف: البئر، ومحمّد محمّد علي في رواية آدم وحوا؟ - ما هي الرموز والأساطير المشتركة بين هاتين الروايتَين؟ خلفيّة البحث أمّا في ما يخصّ خلفية البحث ومراجعه، فهناك دراسات تناولت الأسطورة في روايات إبراهيم الكوني، منها: «تجلّيات الأسطورة في رواية السحرة لإبراهيم الكوني»، التي عالج فيها الكاتب مقداس رزيقة الأساطيرَ المختلفة (الإنسانيّة وغير الإنسانيّة) في مجلّة اللغة العربية وآدابها، مج 12، العدد 13، 2020، جامعة مولود معمري.
ملخّص رواية آدم وحوّا أمر الله تعالى آدمَ عليه السلام بأن يسكن وزوجته في الجنة وأن يأكلا منها حيث شاءا، باستثناء شجرة معيّنة، بيدَ أنّ الشيطان لم يتركهما وشأنهما، بل وسوس لحواء ثمّ لآدم بواسطة الحيّة في هذه الرواية.
تتحدّث الروايات المختلفة والأساطير التي تُحكى في الواحة عن براعة غوما في استعمال هذا السلاح الشيطانيّ، وهي أساطير سبقته إلى الواحة، وأجمعت على أنّ فروسيّة غوما تتجلّى قبل كلّ شيء باستعمال السوط وتفوق قدرته على استعمال البندقية أو السّيف (المصدر نفسه: 211).
أمّا إبراهيم الكوني فقد أشار إلى مكان قدسيّ هو الواحة، ويطرح لنا تصوّرًا وبُعدًا أسطوريًّا لهذا المكان الذي يمثّل الفردوس المفقود أو الواحة.