چکیده:
يقوم هذا البحث الذي ينتهج النهج التحليلي الوثائقي بعرض عابر لنظريات الترجمة مبينا أن هذه النظريات تعتمد في الکـل علـي مبـدأ التکافؤ الترجمي بأنواعه الختلفة ؛ ويهدف إلي تقديم نظرية جديدة في مجال دراسات الترجمة معتمدا علي نماذج من الترجمـة النظومـة مـن العربية إلي الفارسية التي لم يهتم بها الدارسون ولم يعالجها رغم أهميتها وقيمتها. تتأسس هذه النظرية علي دور التناص في عملية الترجمة الذي أشير إليه عابرة في بعض الکتب التراثية البلاغية . يتمظهر هذا التناص فيما بين النصين الصدر والهدف کما ينصع فيما بين النص الهدف والنصوص الماثلة في اللغة النقول إليها.
خلاصه ماشینی:
"إن أول من اهتم بمعاجلة مسألة السرقات الشعریة فی الکتب البلاغة الفارسیة هو »شمس قیس الرازی« فی کتابه القیم »العجم فی معاییر أشعار العجم « حیث تفرد بابا خ اصا لها وقسمها إلی أربعة أقسام : الانتحـال وهـو أن ینتسـب أحـد کـلام شـخص آخ ـر لفظـا ومعنی إلی نفسه ؛ والسلخ هو أن یأخ ذ العنی ویغیر جانبا من اللفظ ؛ والإلام هو أن یأخ ذ العنی ویلبسه لباسا جدیدا ویقدمه بلفـظ آخ ر؛ والنقل هو الذی یأخ ذ فیه العنی وینقله من موضوع إلی موضوع آخ ر مثلا تبدیل الـدح ذمـا أو العکـس )رازی ، ١٣١٤ش ، ص ٤٦٤ ـ ٤٧٥( ، کما هو العلوم أنه مـن المکـن أن نعتـبر الترجمـة فی ضـمن مفهـوم »الإلـام « إذ لیسـت الترجمـة إلا أخ ـذ العنـی وتغـییر الألفاظ وتقدیمها بلباس جدید ؛ بعبارة أخ ری إن الترجمة من هذا النظور نوع من السرقات الأدبیة والفرق بینهما یعود إلی أن السرقة ترصد فیما بین النصین فی لغة واحدة وهی ـ غالبا ـ عملیة تحدث فی خ فیة وعلی خ ـلاف الأصـول الأخ لاقیـة بینمـا نعلـم أن الترجمـة هی عمل أخ لاقی وعملیة یشار فیها إلی صاحب العنی والنص الأصلی.
تنقسـم هذه النصوص إلی قسمین : نصوص متعددة مترجمة لنص واحد ونصوص مماثلة للنص الترجم فی اللغة الهدف ؛ للمثال والإیضاح تجدر الإشارة إلی ترجمة رباعیات الخیام لـ»أحمد رامی« إذ لها تناص مع النص الأصلی للرباعیات الفارسیة کما لها تناص مع سائر نصوص مترجمة للرباعیات التی تبلغ سـت ترجمـات علـی الأقـل وأیضـا لهـا تنـاص مـع سـائر أشـعار الأدب العربـی الـذی یتنـاول موضوعات فلسفیة مثل أشعار »أبی العلاء العری« والرباعیات العربیـة خ اصـة وهـذا یعنـی أن الـنص الترجـم مـزیج مـن النصـوص السابقة ."