خلاصه ماشینی:
"و نود فیما یلی أن نقدم تفسیرا للقصة الإطاریة لـ(ألف لیلة و لیلة) عن طریق إعادة بناء الحکایة وفقا للخطوط التی ذکرناها،بتأکید الخصائص البنائیة و القصیة،و کذلک بالتعلیق علی انسجامها من حیث الموضوع،و علی الرسالة الاجتماعیة-الثقافیة التی تتضمنها قصة شهرزاد9.
إن انتهاک امرأة الصندوق للعرف الاجتماعی،بسیعیها إلی الرجال و إصرارها علی أن تکون الطرف المهاجم،لابد أن یخلق«انطباعا بأن العالم قد انقلب رأسا علی عقب»وأن«الزمن قد اختل»11،بل ربما کان الأمر الذی یسبب صدمة أشد هو إدراک أن سعی امرأة الصندوق للرضاء الجنسی إنما هو غایة فی حد ذاتها،لا تخرج عن نطاق مبدأ اللذة، و أنها لا و لن تقبل تهذیب ذلک الدافع الغریزی لدیها عن طریق الاعتراف بالقیود الاجتماعیة-الثقافیة،أو بالضغوط المفروضة علی النساء لتحدید النشاط الجنسی لدیهن بوظیفة الإنجاب.
علی هذا النحو تصف القصة الافتتاحیة لـ(ألف لیلة و لیلة)عملیة إحلال شهرزاد محل امرأة الصندوق بوصفها رفیقة للملک،و تصف فی الوق نفسه کیف تم بذلک إنقاذ مجتمع یتهدده الاضطراب و التحلل،و الارتقاء به إلی درجة أعلی من النظام و المسؤولیة الاجتماعیة.
هکذا نجد أن نموذج الدور الذی ترسمه شخصیة شهرزاد یبلغ أوجه فی روایة من الحب الرومانتیکی ألقت بظلها علی العلاقة بین الملک و راویة الحکایات،و ذلک فی الصور versions التی ظهرت لهذه الحکایات فیما بعد و بخاصة الصور الغربیة.
ما الهدف من ربط حکایتیهما معا؟و ما وظیفة القصة الإطاریة فیما یتعلق بصلتها بباقی حکایات(ألف لیلة و لیلة)؟هی هی مجرد وسیلة قصیة مخلخلة البناء، تعمل بطریقة مصطنعة علی تجمیع عدد کبیر من القصص علی نحو لا یتیح للإطار أن یکتسب أی وزن بنیوی خاص به،و بحیث لا یلبث أن یغیب مصیر شهرزاد عن مخیلة القاریء؟تلک هی الجدلیة التی تثیرها جیرهارد Gerhardt التی تری أن عناصر القص فی الإطار من الضعف بحیث لا تستطیع جذب اهتمام القراء."